طيف ...أم أنين القلب ؟؟؟

فتحت عيني..فلم أجد الطيف أمامي..أفهو حلم..أم طيف من نسج خيالي..أغلقت عيني مرة

أخرى..وفتحت قلبي..فرأيت الطيف..ولكن هذه المرة..لم أسمع له أنينا..بل صوتا

آخر..صوت أمل يرجو عدم فقدانه..صوت فتح أشجاني من جديد..شجون

أمل..أوتصدق..شجون أمل..هذا ما جعلني أبكي وأبتسم في نفس الوقت..فالابتسامة

للأمل..والبكاء للشجون..فتحت عيني..ظننت أنني جننت..أوأبكي وفي نفس الوقت

أبتسم..أوأرى أطيافا..وهل الأطياف موجودة أصلا..ظننت فعلا أنني جننت..فكرت مرة

أخرى..من ناحية أخرى..هذا ليس بجنون..إنما هي مشاعري المكبوتة منذ أمد

طويل..ولكن من أين هذه المشاعر؟..ولمن؟..سألت نفسي أكثر من مليون مرة..حتى سطع

نور الصباح..حاولت أن أغلق عيني..وأفتح قلبي..ولكن لم يفلح معي..لأني لم أرى

الطيف..لم أرى من يستطيع الإجابة على أسئلتي..فبت مهمومة..تعبة..ذات وجه

أصفر..وجسم أنحل..وصوت لا يكاد يسمع..كل أهلي..بل كل الوجود لاحظوا ذلك..كل

يسألني..ما بك؟؟..أمصابة أنت؟؟..أمريضة أنت؟؟..وكلما حاولت الإجابة تسايل دمعي..فلم

أقدر حتى أن أقول كلمة..أنا..المكونة من ثلاثة أحرف..فسئم الجميع من حالي..فتركوني

لوحدي..لعلي أعود لحالتي الطبيعية من قبل..ولم ألبث بهذه الحالة..حتى جاء الليل..وسطع

نور القمر..ليتسلل إلى فؤادي..ويعلمني بقدومه..لم أستطع أن آوي إلى فراشي لأنام..لأنه

يشعرني بالحزن..ذهبت إلى الخارج ..أرى لمعان النجوم..وأسمع حفيف

الأشجار..وصوت رياح يرافقه صوت حزين..تعجبت هذه المرة..أنا لم أغلق عيني..ولم

آوي إلى الفراش حتى..لكي أسمع هذا الصوت الحزين..صوت الأنين الذي يشتت

أنفاسي..أريد أن أسأل هذا الصوت..من أنت؟؟!..أتتجسد لي في صورة طيف..أم رياح

تداعب أحزاني..من أنت؟؟!..أرهقتني وشتّتتّ ذاتي ووجداني..لم أجد لك تفسير..غير أنك

مشاعري المكبوتة منذ أمد طويل..فمن أنت؟؟!!..فقال في صوت يملؤه الحزن الشديد:أو

نسيتني..أنا نفسك التعبة..أنا أحاسيسك المرهفة..أنا أفكارك..أنا قلبك المشتاق..أنا

همساتك..أنا صوت الشجون والأحزان..أنا كل شيء فيك..وأنا مشاعرك المكبوتة..أنا

أنت..بل أنا الطيف الذي مر من حولك..أنا ضميرك الحي..بل أنا أنين القلب..أنا........

فلم أدعه يكمل..فصرخاتي وضعت حدا لسؤالي..من أنت..فجعلت أصرخ وبدا صوتي

كالصدى الذي لا ينتهي من كثرة التكرار..صرخت:آ آ آ آ آ آ آ آ آ ه......وكأن روحي

تخرج من جسدي..كأني أفارق د نيتي..لم أعد أتحمل..فسقطت مغشية على الأرض..سمع

كل من في المدينة..خرج كل واحد من بيته..ولم يجدوا شيئا..فقط صرخاتي التي

لاتتوقف..

رأتني طفلة صغيرة ملؤها الوداعة والبراءة..أتت بالماء..وسكبته على وجهي..فقمت من

غشيتي هذه..وببراءتها قالت:

سمعت أنين قلبك ينادي..فأتيت مسرعة نحوك..لأطلعك على سر هذا الأنين..وهو..فراق

الأحبه..

فلم ألبث أن طرفت عيني مرة..حتى اختفت الطفلة من ناظري..فطرحت على نفسي سؤال

تداعب في أفكاري مذ أول مرة سمعت الخطى فيها..فقلت:.. أهو طيف.. أم أنين

القلب..؟؟؟!!!

مشكوره حبيبتـــــــــــــــــــــــــي الموضوع نايس